المشاركات الشائعة

الاثنين، 15 نوفمبر 2010

نادين البدير

T_90939b2d-e074-49b1-b662-0dfe25d913e6.jpg
لا تتردد الكاتبة والمذيعة السعودية في قناة الحرة الأميركية، نادين البدير من التصريح بأنها تتعمد الظهور بتنورة قصيرة في العلن، على الرغم من كونها تنتمي إلى مجتمع سعودي محافظ، فهي تقول

 إنها اختارت أن تكون فتاة سعودية عصرية، لا تهتم لنظرة الآخرين لها: "كل الفتيات العربيات يخرجن بتنانير قصيرة، دون أن يواجهن ما تواجهه الفتاة السعودية"، وضربت مثالاً بالملكة رانيا. وتضيف متسائلة: هل يعني ذلك أنهن غير محترمات؟
وحين قلت لها إن هناك من وصفك بالكفر بسبب هذه التنورة؟ أجابت: اعتبر أن ديني بيني وبين ربي، فهو علاقة خاصة جدًا، وليس ضروريًا أن يعرفها الناس ويتداولونها، إنها علاقة روحانية وسامية جدًا، وليست علاقة بشرية، وأعتقد أنه من السخافة أن نختصرها بتنورة طويلة أو قصيرة، أو عباءة أو حتى شكل، فهي علاقة عميقة من الداخل ولكن المشكلة أننا شعوب لا تهتم سوى بالظاهر، ولا تلتفت إلى حقيقة الإنسان من داخله.

وتضيف ": "أنا شخصيًا أتعمد أن ألبس تنوره قصيرة، لأن الفتاة السعودية لا بد أن تلبس لبس العالم العادي، فأنا أظهر باللبس الذي أرتديه يوميًا في حياتي العادية. أنا أعيش حياة واحدة، ولا أرتدي الأقنعة أمام الآخرين.
 وتؤكد: "هناك فتيات يخرجن في الكثير من البرامج التلفزيونية وهن مرتديات الحجاب، وحين ينتهي البرنامج يقمن يخلعه مباشرة، فلماذا نعيش: حياة تحت الضوء وأخرى في الظل"؟. "وإذا كان البعض من (المطاوعة) ينظرون لمن ترتدي التنوره القصيرة على أنها كافرة، فهذا يعني أن كل من يرتدي الجنيز هو كافر، لأنه من صنع أميركا والغرب عمومًا"!.
T_0efcab57-0268-430a-9664-41721cfef74e.jpg

 
تؤكد نادين أن علاقتها مع الله هي علاقة روحانية خاصة جدًا، وإنها حين تكون في الحرم المكي لا يكون هاجسها الأوحد الواجبات الدينية بل وجودها في بيت الله.  وتتساءل: "لماذا يريد البعض منا أن نخاف من الله؟، أنا أريد أن أحب الله، لماذا دائمًا عنصر الترهيب موجود في كل شيء؟ لماذا لا تكون عملية ترغيب وليس ترهيبا"؟
"حين أزور الكعبة مش لازم أبكي حتى يدخلني الله الجنة، أو أدعي له حتى لا يدخلني النار، بالعكس حين أكون هناك أشعر بالسعادة لأنني في بيت الله ومعه. أكره الخوف، وأكره أن يقوم الإنسان مرعوبًا ليصلي من مبدأ الخوف لا الحب.

T_aaf64943-abb4-4416-aea4-51c10ce183b1.jpg

وتشير نادين إلى أن الكثيرين أصبحت علاقتهم مع الأسماء وليس مع الله، ولكنها تعتبر أن علاقتها مع الله فقط، ولا تربطها بأشياء تافهة كاللبس والأكل وغيرها " أنا لا أؤمن بأن قطعة قماش توضع على الرأس يمكن أن تدخلني الجنة، وكأن الإسلام مرتبط بالسعودية فقط كونها أرض الحرمين الشريفين!" كما تقول نادين.
 لم تكن تتوقع نادين البدير التي لم تكن تميل للإعلام كثيرًا، أن تصبح في يوم من الأيام أحد الوجوه النسائية الشهيرة في قناة الحرة الفضائية ذات التمويل الأميركي، فقد بدأت حياتها الإعلامية ككاتبة مهتمة بشؤون المرأة، في صحيفة عكاظ ومن ثم الوطن، وكانت تدافع عن قضايا المرأة بصوت عال عبر ما تكتبه، ولكنها فجأة وجدت نفسها تحت عدسات قناة الحرة حينما خرجت عبر أحد برامج القناة كناشطة مهتمة بقضايا المرأة السعودية.

1208542642719171200.jpg
تقول نادين: بعد أن ظهرت كضيفة في أحد برامج قناة الحرة، أعجبت المسؤولين في القناة فعرضوا علي الإنضمام إلى القناة لأعمل فيها كمذيعة ووافقت لأنني وجدت في الحرة السبيل الحقيقي للإعلام الحر الذي يتيح للإنسان أن يعبر عما بداخله بكل جرأة وشفافية.
ولا تشعر نادين بالحرج كونها تعمل في قناة تمولها الحكومة الأميركية، ويثار من حولها الكثير من الجدل: " الكونغرس الأميركي يقدم الدعم المادي للقناة فقط، ولا يتدخل في طريقة العمل ونوعية الأخبار التي تبث فيها، ولكن هذا لا يعني أمكانية أن يظهر أحد الإرهابيين ليقدم برنامجا فيها"!

274blog_author.jpg

" وجدت أنا وغيري في الحرة ما يتناسب مع أهوائنا فاستغليناها للظهور، ولكن هذا لا يعني أنهم اشترونا، بالعكس الإعلام العربي موجه بطريقة ( قذرة)، ويتحكم بكل شيء، بينما الحرة هي قناة (ليبرالية) تحاول أن توضح الكثير من الأفكار المتخلفة في العالم العربي. ولن يشعر بكلامي هذا إلا من عمل في الحرة أو من سيعمل فيها لاحقا.
وعندما سألت، ماذا تقصدين بأن الإعلام العربي موجه بطريقة قذرة؟ قالت: يقلقني أن يتحكم الرأسمال بطريقة تلغي دور الإعلام الحقيقي، لان مثلا قبل فترة كنت حاضرة منتدى الفضائيات وكانوا يتحدثون عن الفضائيات التي يرونها هابطة، وهذا شيء مزعج لان الرأسمال هو المتحكم بالإعلام، والآن أصبح التاجر وصاحب الإعلان هو المتحكم بالمادة التي تقدم لمجتمع بأكمله، التاجر أصبح هو المتحكم وهو الذي يدفع المجتمع لمزيد من التخلف، لم تعد مهمة الإعلام يثقف ويوعي، بل أصبح يكرس أمورا خاطئة وقيم مستحدثة مفروض أنها تلغى.  

وتؤكد نادين أنها رفضت الكثير من العروض التي وصلتها من قنوات أخرى " لأن مستوى الجرأة والحرية فيها كان أقل من المطلوب، ولا يوجد لها سقف كبير للحرية".
نادين البدير خرجت من عائلة متفتحة، وكانت هي الوحيدة في عائلتها التي تكتب في الصحافة، ولم يكن هناك من رفض ذلك إطلاقًا. وبطبيعة الحال فإن نادين مثلها مثل الكثيرات من بنات جيلها، ممن خرجن من تحت عباءة التقاليد، وتمردن على واقعهن الذي يرينه واقعًا مؤسفًا ومؤلمًا للمرأة السعودية، لم تكن بمنأى عن رسائل التهديد، فقد تعرضت للكثير من المضايقات و"التهديدات" من قبل مجهولين يطالبونها بالتوقف عن الكتابة أو ستتعرض للأذى.
" كانوا يرسلون إلي إيميلات، ويهددونني حتى أتوقف، ولكنني لم أهتم بها، لأنها كتابات سخيفة، وبلغة عامية، وأستغرب ممن يلتفتن لمثل هذه التهديدات الفارغة، لأن صاحبها شخص وهمي وغير معروف. والدتي كانت تشجعني كثيرًا وتشد على يدي لأتجاوز هذه التهديدات".

وتعترف نادين بأن النقد القاسي الذي تتعرض له دومًا، من قبل الكثيرين لم يعد يؤثر فيها... "حين تعرضت لأول نقد جارح صُدمت، وتأثرت به، فقد كتبت مقالاً بعنوان –رسالة إلى حماس- انتبهوا- وكنت احاول تحذير حماس بعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين من أن الدور القادم على الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، فكتب احدهم مقالاً قاسيًا يطالبني بعدم الحديث عن الشيخ احمد ياسين والرنتيسي رحمهما الله لأنهما شيوخ دين(!) ولا يفترض أن اكتب أنا عنهم!

على الرغم من قسوة تلك البداية، والنقد الجارح الذي تعرضت له نادين، إلا أنها قررت المضي قدمًا في طريقها لمواصلة الرسالة التي تؤمن بها، وهي الدفاع عن حقوق المرأة السعودية والخليجية، بل على العكس فإنها مدينة لتلك البداية لأن كل ما سيأتي بعدها لن يكون أكثر تأثيرًا فيها.
 من أكثر الأشياء التي أثارتها المذيعة والإعلامية السعودية نادين البدير، كان حديثها عن التعدد في الأزواج، فهي ترى أن من يقوم بمثل هذا الفعل، إنسان يجب أن يسجن، لأنه يمارس العبودية من أجل إرضاء غرائزه الجنسية. ولا تتوقف نادين عند هذا الحد، بل إنها تضيف في حال لم يتم وضع حد لهذا الأمر، فمن باب أولي يجب إعطاء المرأة حق إتخاذ هذا القرار، فالمرأة عمومًا هي التي تحتاج إلى الدلال، وحين تتزوج من أربعة رجال، فإنها تحصل على الدلال الذي تريده.
 بعضهم يقول إن نادين البدير ونوال السعداوي تتشابهان، فكلاكما تتحدث كثيرًا ولكن في النهاية يكتشف المتابع أن كلاكما لا تعرف ماذا تريد! فأجابت باستغراب: إذا كانت نوال السعداوي لا تعرف ماذا تقول، ليس كل العرب مثلها!. 
630X700.jpg
 أنا أعتبر نفسي تلميذه نجيبة جدا لنوال سعداوي، والكثيرون معجبون بها من الداخل، ولكن بعضهم أصبح يتخوف وهو يخجل من قول ذلك، كون اسمها ارتبط بالكفر وأنها خارجة عن الدين، ولكنني اعتبر نفسي تلميذة نجيبة جدًا لها وكان لها دور كبير في حياتي. 
وتكمل نادين: " ولكنني اختلف معها في أمر بسيط، فهي ترى أن الأنوثة ليست بالشكل الخارجي، والدليل أنها "نافشة" شعرها. انا أشعر أنه من المهم أن يهتم الإنسان بنفسه من الداخل والخارج.. فالذين يقرؤون لي يستطيعون أن يعرفوا  تمامًا ماذا أريد ان أقول لأنني أملك أهدافًا واضحة ومحدده".
*يقول بعضهم إن نادين البدير جافة في مخاطبتها للرجل هل هذا صحيح؟
(وش تشوف أنت؟) تقولها وهي تبتسم. وتضيف: " ليست كل من تحدثت عن حقوق المرأة، تريد أن تسحب البساط من تحت قدمي الرجل، أو أنها أصبحت ضده، لكن أنا أرى أن من حق المرأة أن تقول (لا)، وهذا يجعل الرجل يتصور أن هذه الكلمة موجهة له، وهذا سيضعف من شخصيته، مع أنها لا تبحث سوى عن حقها في التعبير عن رأيها، وأن تأخذ قرارها بنفسها، لأن اكبر جريمة في الوجود هي انك لا تستطيع أن تأخذ قرارك بنفسك. ومن الأساس اعتقدوا أنني ضد الرجل لأنني دافعت عن حقوق المرأة، مع أنني لست ضده أبدًا، فأكثر صداقاتي مع الرجل، وصداقاتي مع النساء قليلة.
*لماذا؟
لا أعلم صراحة، ولكن حظي مع النساء سيئ!
*ما قصة مطالبتك بالتعدد؟
أنا أرى أن مرتكب التعدد إنسان يجب أن يزج به في السجن، لأنه بهذا الفعل يمارس العبودية للبشر، لأنه يبحث عن إرضاء غرائزه الحيوانية عبر ممارسة الجنس.
*لكن التعدد موجود في القرآن؟
أيضًا الرق كان موجودًا في الإسلام، ولكن الحكومات منعته، لماذا لم تمنع التعدد في الزوجات؟  وإذا كان لابد من التعدد، فليسمحوا لنا نحن النساء أن نتزوج من أكثر من رجل؟!.
*كيف ذلك؟
بمعنى أنه إذا لم يتم منعها من التعدد، فيجب أن يعطونا الحق في اتخاذ مثل هذه القرار. فالمرأة عمومًا هي التي تحتاج إلى (الدلال) وحين تتزوج أربعة رجال، فإنها تحصل على الدلال الذي تريده(!).
وتكمل: "وإذا كان الموضوع على الجنس، فالكل يستطيع أن يمارس الجنس أكثر من مرة في اليوم، فليست هذه هي المشكلة، المشكلة كيف هي أننا نتعامل مع المرأة كجسد ومتعة، في وقت تحتاج هي إلى من يعطيها الحب والحنان بمفردها".
ولكن هناك آية صريحة في القرآن الكريم تقول: " ﴿فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ) ...
 قد يكون المعنى أن يتزوج الرجل 9 نساء على اعتبار إن مثنى هي اثنان وثلاث ورباع، فإن العدد الكلي يصل إلى 9 وأنا لست مفتية ولكن مثل هذه الأمور تحتاج إلى مواقف حازمة.

وتنتقل نادين في حياتها ما بين جدة، غرب السعودية، ودبي، وخلال انتقالها إلى دبي تقول نادين إنها تعلمت كيف تواجه مشاكلها بنفسها: "عشت أربع سنوات صعبة في دبي، كانت كفيلة بأن تجعلني اعرف كيف أتدبر أموري  خصوصًا وأنني عشت بمفردي هناك .. أصبحت اعرف الرجال جيدا فقد تعرضت للكثير من المواقف التي جعلتني أصبح امرأة قوية وقادرة على حماية نفسي، خصوصًا في مدينة منطلقة مثل دبي التي تفتقد للحب والرومانسية، مدينة هي أقرب لمدينة لاس فيغاس الأميركية".
وتتحدث نادين بحسرة عن واقع المرأة الخليجية، وخصوصًا السعودية، التي ما زالت تعاني من معوقات كثيرة تواجهها تحت غطاء الدين والعادات والتقاليد، حيث تقول نادين في هذا الصدد: "عام 2008  بالنسبة للحركة الأنثوية أو شكل المرأة ووضعها، لا يعتبر عامًا ايجابيًا عليها،  بل انه شهد تراجعًا بشكل خطير، وحتى تعرف الفرق لا بد من أن تعود  إلى بداية العشرينات في القرن السابق وتقيم مقارنه سريعة بين 2008 وبين   1908 و 1928 وسوف تكتشف فارق الهوة المفجع بين نساء العشرينات وبين نساء 2008م. فنساء العشرينات كانوا أكثر حرية ومنطقًا وأكثر تبحرًا في العلم، ما حصل للنساء في الفترة الحالية التي نعيشها هو انتكاسة".
وتضيف نادين قائلة: "النساء المؤثرات في الخليج قلة، وفي السعودية يعدون على أصابع اليد الواحدة، ولكن بصفة عامة في الخليج عدد النساء اللواتي ممكن ان نطلق عليهم صفة قياديات فهن قلة قليلة، والحركة النسوية في الخليج ضعيفة جدًا".
ولا تؤمن نادين بالحرية المتوازنة، فهي ترى أن الحرية حين تكون مقيده بأي شكل من الأشكال، فهي تمنع الإبداع، والتطور: "أريد حرية مطلقة بدون قيود،  لإن الإنسان من دون قيود سيبدع، لذلك هم في الغرب مبدعون، أما نحن ففي تراجع، فبمجرد ان تضع قيودًا على الحرية تكون قد منعت الإبداع"، "أنا كيف رح أبدع وأنا عندي قيود لأني لما أفكر رح اكتشف أن فيه أمور ما اقدر أمسها أو أطالها ورح تتحكم هذه القيود بمستوى تفكيري".
وتضيف نادين: "نحن وباسم (المحافظة الظاهرية) كل واحد منا عايش حياتين وشخصيتين، وهذه الحياة ليس لها علاقة بالحرية التي نطالب بها، انه عالم ثاني الذي نتكلم به. نحن نريد حرية تكون من نتائجها الإبداع والتطور؛ نحن محرومون من الإبداع ومن الفن والسينما.
obama2.jpg
كان حفل تنصيب أوباما كأول رئيس للولايات المتحدة يعرض على شاشات الفضائيات، وكانت نادين تسرق النظر بين الحين والآخر إلى تلك الأجواء الاحتفالية التي رافقت حفل التنصيب، فسألتها عن رأيها في المشهد فقالت: هذا هو الشعب الحقيقي الذي تستطيع أن تعجب فيه، شعب يعيش ويتنفس الحرية بكل معانيها، حتى وان كان يعاني من بعض الفوضوية ولكنه يبقى شعبًا يعيش الحرية. وتعترف نادين: " أنا معجبة بالشعب الأوروبي بشكل عام، لأنها شعوب جديرة بالاحترام.
<!-- end -->
T_924b7b24-f649-432c-8380-33144443305c.jpg
 

ليست هناك تعليقات: