المشاركات الشائعة

الاثنين، 15 نوفمبر 2010

المرأة الحديدية

الكشف عن النساء الحديديات
من إنجلترا إلى ليبيريا إلى الصين، تُظهر النساء عضلاتهن السياسية
بالنسبة إلى الكثيرين من الناس، تعتبر فكرة وجود المرأة في السلطة غير جدية. فهي إما لا تستطيع أن تكون امرأة حقيقية، أو أنها تقوم بعمل سيء فعلاً عند وصولها على السلطة. ومن هنا ظهرت ألقاب مثل "السيدة الحديدية".
Image
الملكة فيلهيلمينا
Image
مكتب الصور في البيت الابيض/النطاق العام
مارجريت ثاتشرشاهدي شاشة أكبر >
Image
Eric Kanalstein/ITVS
Ellen Johnson-Sirleaf شاهدي شاشة أكبر >

من الحماسة إلى الصلابة
عندما نقول "المرأة الحديدية"، غالباً ما تطرأ مارجريت تاتشر على الذهن. كانت رئيسة الوزراء التي حكمت بريطانيا في ثمانينيات القرن التاسع عشر معروفة بنمط القيادة الحازم المهيمن. لقد أصبحت السيدة الحديدية الأكثر شهرة، وقد منحها الإعلام السوفييتي هذا اللقب بسبب معارضتها القوية للشيوعية.
لكن الألقاب الشبيهة بالسيدة الحديدية تعود إلى زمن أبعد.
حكمت الملكة فيلهلمينا هولندا من عام 1890 حتى عام 1948، وتم حرمانها من لقب "القائد الأعلى" لأنها كانت امرأة. إلا أن ونستون تشرتشل منحها لقب "الرجل الوحيد في الحكومة الهولندية."
من بين "الرجال الوحيدين" في حكومتهن أيضاً رئيسة الوزراء جولدا مائير في إسرائيل، وإنديرا غاندي في الهند. وخطا رئيس الولايات المتحدة ريتشارد م نيكسون الأمر خطوة أخرى بأن أطلق على غاندي علناً اسم "الساحرة العجوز".
انتخبت شيكاغو، وهي مدينة ليست الشخصيات القوية غريبة عليها، أول عمدة لها من النساء عام 1979. وسرعان ما أطلق المنتقدون على العمدة جين بايرن لقب "أتيلا الدجاجة". وأصبحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "السيدة الحديدية". وما الذي تطلقينه على امرأة أقوى حتى من الحديد؟ لقد تمت ترقية وزيرة خارجية الولايات المتحدة مادلين ألبرايت بسبب سياستها الخارجية الجادة إلى "السيدة التيتانيوم".
إطلاق الألقاب
تشرح أليس إيجلي في كتابها "عبر التيه"، الذي يبحث في الديناميكيات النفسية للنساء والقيادة، الحافز على إطلاق الألقاب: "ثقافياً، تُعتبر النساء الجنس الأرق والرجال هم الرابحون الأكثر عدوانية. ومن حيث الانطباع الذي لدى الناس عن القادة، يميل القادة في ثقافتنا بشكل عام إلى أن يكونوا أشبه بالرجال من النساء".
قد لا تولد المرأة وهي "امرأة حديدية"، وإنما تحصل قلة منهم فقط على هذا اللقب مع صعودهن إلى السلطة. ومع أن كلاً من الرجال والنساء يمكن أن يتميزوا بالبرود، والغطرسة، والتواطؤ، والمكر؛ إلا أنه سرعان ما يتم إطلاق الألقاب المهينة على القائدات بشكل أسرع من نظرائهن من الرجال. وتقول مادلين هيلمان العالمة في علم النفس التنظيمي في جامعة نيويورك عن القائدات: "إن مجرد معرفة أنهن ناجحات وأكفاء تجعل الناس يستنتجون أنهن متورطات في كل هذه السلوكيات ويرفضونهن". ويشعر الناس بالانزعاج عندما تفقد النساء جانب الرعاية والأنثى فيها، ولا يستطيعون تجاوز هذا في مفهومهم العام عنهن.
تحويل الإهانة إلى إعجاب
بدلاً من محاربة الألقاب، فإن الجيل الجديد من السيدات الحديديات يتبناها - وهناك جيل جديد من الناخبين أكثر انفتاحاً على فكرة أن تكون القائدات القويات فعالات في حل المشكلات.
حالياً، تحمل رئيسة جمهورية ليبيريا إلين جونسون-سيرلييف وأعضاء حكومتها لقب "سيدات حديديات" بإعجاب. لقد استخدمت الكاتبة الصحفية المدربة جونسون-سيرلييف نمط قيادة قوي وتشاركي في نفس الوقت للتعامل مع ميراث الحرب الأهلية، والديون الكبيرة، والبطالة الضخمة المتفشية في بلدها.
يُطلق على وو يي، نائبة رئيس الوزراء في الصين، وهي مهندسة بترول سابقة ونائبة عمدة بكين، لقب "سيدة الصين الحديدية". وبعد مساعدتها في التفاوض على دخول دولتها إلى منظمة التجارة العالمية وإدارتها لتفشي مرض سارس، أعلنت مجلة تايم أنها "إلهة الشفافية" وهي إشارة إلى نوع جديد من القيادة.
مع استمرار إضافة المزيد من أسماء السيدات إلى اللائحة العالمية للقادة - وبدء الناس في رؤية أثر جهود هؤلاء القائدات - ربما ستختفي الحاجة للألقاب. وسوف تتغير تسمية النساء من "سيدات حديديات" أو غير ذلك إلى تسميتهن ببساطة: "قائدات".
اقتباس

ليست هناك تعليقات: